جريمة الابتزاز الإلكترونى
جريمة الابتزاز الإلكترونى فى الشريعة والقانون
الابتزاز الإلكترونى :
أو حين يبتزك زميل الصف بأن يخبر المعلم بأنك قـد غششت الواجب منه إن لم تعطه قلم أو ساندوتش من وجبتك أو مبلغ مـن مصروفك ومع التقدم في السن يصبح الابتزاز أكثر شراسة على الصعيد الأسري أو العملي، فعلى الصعيد الأسري قد يبتز الزوج زوجتـه مقابـل السماح لها بالعمل وذلك على أن تشارك في أعباء المنزل رغم يـساره أو إعطائه راتبها كله ،،،
وعلى صعيد الحياة العملية نجد أن رئيس العمل قد يبتز موظفه فيما يتعلق بالفرص التدريبية أو الترقيات ما لم يتحول إلـى عبـد مطيع له في كل ما يقوله، بل وأحياناً عليه حتى أن يشارك رئيسة حياتـه خارج الدوام من سهرات وخلافه، فقط حتى يضمن مستقبله، طبعاً هذا إذا كنا نتحدث عن ابتزاز رجل لرجل أو امرأة لامرأة،،،،
ولكن يصبح الموضوع أكثر قذارة حين يتعلق الأمر بابتزاز أحد الجنسين للآخر. قضية الابتـزاز متشعبة بالفعل، وأسبابها ودوافعها تحتاج إلى تحليل دقيق مـن النـواحي الشرعية والثقافية والقانونية وحتى النفسية والبيئية، فبيئة العمل غير بيئـة العائلة، وبيئة الدراسة تختلف عن بيئة العبادة، والابتزاز يمكن أن يقع في المدرسة كما قد يحدث في دور العبادة، والشركة كما المنزل.وللتعرف على تلك الجريمة لا بد من الحديث عنها عن قرب وهو ما سنقدمه وبإيجاز بسيط.
تعريف الابتزاز الإلكترونى :
تنوعت التعريفات للابتزاز، لكنها تدور حول معنـى واحد، ومما عرف به
الابتزاز: هو القيام بالتهديد بكشف معلومات معينة عن شخص، أو فعل شيء لتدمير الشخص المهدد، إن لم يقـم الـشخص المهدد بالاستجابة إلى بعض الطلبات.
هذه المعلومات تكون عادة محرجـة أو ذات طبيعة مدمرة اجتماعيا.
وهو بمعنى الاستبزاز فلا فارق بينهما هو كثرة المطالب غير المشروعة للوصول إلى الهدف الذي رسم له، وغالبـا ما يكون هذا الهدف مدمر للحياة الاجتماعية.
وتعريف آخر للابتزاز وهو الذي نرجحه لقربه من الدقة في تعريـف تلك الجريمة والإلمام بعناصرها فعرف الابتزاز على انه محاولة الحصول على مكاسب مادية أو معنوية عن طريق الإكراه المعنوي للضحية وذلـك بالتهديد بكشف أسرار أو معلومات خاصة. والابتزاز بهذه الصورة يمتـد ليشمل جميع القطاعات فنجد ما يسمى بـالابتزاز السياسي والابتـزاز العاطفي والابتزاز الإليكترونى.
الابتزاز الإليكترونى هو الابتزاز الذي يتم باستخدام الإمكانيات التكنولوجية الحديثة ضد ضحايا أغلبهم مـن النـساء لابتزازهم ماديا أو جنسيا.
على الرغم من أنه بات معروفاً لدى أغلبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومستخدمي الهواتـف الذكيـة مـن أن البيانـات الشخـصية والصور يمكن سرقتها أو استدراج الضحية للحصول علـى صـور أو فديوهات لاستخدامها فيما بعد لابتزاز الضحية إلا أنه حتى الآن لا توجـد قوانين أو تشريعات حاسمة رادعة يمكن من خلالها حماية الـضحية مـن الابتزاز الإلكترونى.
أنواع جريمة الابتزاز الإلكترونى :
أولا : أنواع الابتزاز الإلكترونى بالنظر إلى شخص الضحية :
وفيه نقسم ونفرد جرائم الابتزاز الإلكترونى تبعاً لشخـصية المجنـي عليه المحتمل كضحية للجريمة، وذلك على النحو التالي:
الشخصيات الاعتباريـة :
وهناك نوع من جرائم الابتزاز الإلكترونى تكون فيها الفئة المستهدفة كضحية هي الحكومات والشركات والمؤسسات ذات الشخصية المعنويـة وذلك حيث تتم جريمة الابتزاز عن طريق الحصول على معلومات سـرية خاصة بالضحية كمؤسسة أو شركة أو وزارة حكومية، والتهديد بـالإعلان عن هذه المعلومات ونشرها للآخرين.
الأحداث :
تختلف التشريعات والأنظمة في تعريفها للأحداث، وذلك يرجع إلى اختلاف تحديد سن التمييز وسن الرشد ويعد الحدث راشداً ببلوغه الثامنة عشرة من العمر. ويكون الحدث ضحية سهلة لجرائم الابتزاز الإلكتروني، وذلك لسهولة انزلاقه في الجريمة، ولقلة خبرته، وصغر سنه،
فالأحـداث من أكثر الفئات اتصالاً بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وأكثـر ولعاً بها، حيث باتت تشكل حيزا كبيرا من يومهم. مما يسهل انزلاقهم في الجريمة.
النساء:
يعد ابتزاز النساء أكثر أنواع الابتزاز الإلكتروني شـهرة وانتشاراً، حيث أن جرائم الابتزاز الإلكتروني للنساء تعتبر النموذج المثالي للجريمة، سيما ما إذا كان المبتز رجلا وضحية الجريمة
امرأة وذلك يرجع إلى أنـه غالباً ما يكون تهديد المبتز للمرأة هنا أدواته فيها صـوراً فاضحة أو محادثات خادشه للحياء، أو عرضاً مرئياً لعلاقة غير شرعية جمعت ما بين المبتز وضحيته. وقد تجتمع في ضحية الابتزاز الإلكتروني كونها امـرأة وأيضاً من الأحداث، حيث تتضاعف فرصة المبتز في هـذه الحالـة فـي ارتكاب جريمته، والوصول إلى مآربه بالضغط على الضحية،
والتي غالبا ما تتجاوب بسبب العار الذي تترقبه أمامها إذا ما فكرت في رفض طلبات الجاني. فقد تكون الضحية تهدد لأسباب لا علاقة لها بجنـسها أو بسبب علاقة غير مشروعة، فقد تهدد امرأة وتبتز بسبب كونها سيدة أعمال تهدد بفضح أسرار عملها التجاري.
الرجال:
يقع الرجل مجنيا عليه في جريمة الابتزاز الإلكترونـي للعديـد مـن االاسباب، فقد يكون ميسور الحال وعرضه للابتزاز مـن بعـض النـساء محترفات بيع الهوى على المواقع الإلكترونية، وتهدده بإذاعـة صـور مقطع مصورة لتهدد مركزه، كما يكون الرجل عرضة لجرائم الابتـزاز بشكل عام بسبب أسرار في مجال عمله، أو عائلته، أو أي معلومات بشكل عام يرى الرجل الضحية أن الإفصاح عنها ونشرها يؤذي شرفه وسـمعته ويضعف مركزه بين عشيرته وقد يقع المبتز للابتزاز ليس لحماية نفسه ولكن لحماية الآخرين.
ثانيا: أنواع الابتزاز الإلكترونى بالنظر إلى الهدف المرجو من المبتـز يختلف الهدف الذي يرجوه المبتز من جريمته باختلاف كل جريمـة، وذلك على النحو التالي:
هدف مادي :
من أهم وأكثر الأهداف التي يهدف المبتز إلى تحقيقها مـن ارتكابـه جريمة الابتزاز هي تحقيق منفعة مادية، وذلك بطلب مبالغ مالية أو عينية ذات قيمة من المجني عليه، وذلك مقابل ألا يقوم المبتز بنشر الأسرار التي يخشى المجني عليه نشرها على الملأ.
هـدف جنسي :
وهذا الهدف يبدو واضحاً وشائعاً حينما تكون الضحية امرأة أو حـدث، وأكثر شيوعاً حينما تجمع الضحية بين كونها امرأة وحدث في نفس الوقت، ويتحقق هدف المبتز الجنسي حينما يكون المقابل الذي يطلبـه لـعـدم إفـشاء أسرار الضحية هو إما ممارسة الرذيلة مع الضحية، سواء كان ذكر أو أنثى، وقد يكون الهدف تهديد المجني عليه للقيام بهذه الممارسات شخص آخـرغير المبتز، ويكون الابتزاز بطلب المقابل مرة واحــدة، أو مـرات بحسب ظروف كل جريمة، وإن كان أغلب ضحايا الابتزاز الجنسي من النساء.
هدف نفعي :
ويحقق المبتز هدفه من ارتكاب جريمة الابتزاز الإلكتروني، بقيامـه بتهديد الضحية بإفشاء أسراره ونشرها للملأ، وذلك إذا لم يقم بتحقيق طلب أو مصلحة للمبتز فقد تكون المنفعة الأمر بتنفيذ سرقة لصالح المبتـز، أو ترويج مخدرات، أو التوسط لدى شخص لإتمام عمل سواء كان هذا العمل مشروعاً أم غير مشروع – طالما كان العمل ضد إرادة المجني عليه- فقد تحققت جريمة الابتزاز.
ثالثاً : أنواع الابتزاز الإلكترونى بالنظر إلى وسائله :
أولا : الابتزاز الإلكترونى المادي :
وهو أن يقوم الجاني بتهديد المجني عليه المرتقـب بوسـائل ماديـة ملموسة كالصور والمقاطع المرئية والمستندات.
ثانيا : الابتزاز الإلكترونى المعنوي :
وهو تهديد بوسائل غير ملموسة وذلك كاستخدام عبارات شديدة للتهديد والوعيد بفضح أمر الضحية حتى يغلب على ظن الأخير أن المبتز منفـذ لتهديده ولا محالة في ذلك.
الابتزاز العاطفي :
وهو موقف أو كلام يأخذه شخص ما ليسبب لديك إحساسا بالخجـل أو بالخطأ، أو ليحملك مسؤولية أنت أساسا لا تحملهـا، ويستخدم الابتـزاز العاطفي لتحقيق سيطرة عاطفية ونفسية على الآخرين، ولجعل الآخر يشعر أنه مدين أو مذنب في حق الشخص الذي يبتزه. وهو أسلوب دنيء للغايـة في التعامل مع الآخرين.
آثـــار جريمة الابتزاز الإلكترونى
إن لجريمة الابتزاز الإلكترونى آثار خطيرة، ونتناول هذه الآثار على النحو التالي:
أولا : الآثار الاجتماعيـة :
يعتبر انتشار هذه الجريمة قرعا لناقوس الخطـر المجتمعـي، فهذه الجريمة أصبحت تساهم في انهيار القدوة والتفكك الأسري الذي يصل حد الطلاق، كما أصبح إحجام الشباب والفتيات عن الزواج وتـأخرهم أمـرا سببته فقد الثقة بسبب ما يطفو على سطح المجتمع من أسـرار مفضوحة بسبب الابتزاز، كما أصبح الظلم والطغيان شائعا إذا ما كانـت الـضحية ترزخ تحت أعباء ابتزاز الجاني.
ثانيا : الآثار النفسية :
تتمثل الآثار النفسية في حالة الاضطراب النفسي، والقلق، والخـوف، والاكتئاب الذي تتولد لدى المجني عليه، وتنتج عنها الشخصية العدوانية أو المضادة للمجتمع كما قد تصل الأمور إلى إقدام المبتز على الانتحار.
ثالثا : الآثار الأمنية :
تعتبر جريمة الابتزاز الإلكترونى من الجرائم الخطيرة التي تشكل تهديداً على أمن المجتمع ومن هذه الآثار استخدام المجنـي عليـه كـأداة للجريمة، بتحريضه على ارتكاب جريمة لصالح المبتز كالسرقة أو خلافه كما أن هذه الجريمة ارتفعت نسبة الإفلات منها، سيما وإذا ما كانت تـدار بواسطة عصابات منظمة، وترتفع نسبة جرائم الابتزاز الغير مبلغ عنهـا.
تعليقات
إرسال تعليق